الأحد، 27 يناير 2008

النزيف مستمر على طريق القوع - الوقن


قد يكون أغلى ما في الوجود هو حياة الناس و إن الحياة لا قيمة لها بدون بشر لذالك تسعى حكومتنا الراشدة في بذل كل ما في وسعها لتصدي لنزيف أبناء هذا الوطن جراء الحوادث المرورية لذالك جاء المشروع العملاق للربط بين مدينة العين و الوجن-القوع بنظام الشارع المزدوج ليكون إحدى وسائل التقليل من الحوادث لكن أين المشكلة قد يكون التحقيق المنشور في صحيفة الاتحاد كافي وشافي لمعرفة المشكلة .....

ناشد أهالي مناطق الوقن والقوع بلدية العين بضرورة التعجيل بالانتهاء من أعمال توسعة الطريق المؤدية من العين إلى الوقن/ القوع، حيث تجاوزت أعمال التوسعة المدة المحددة، وذلك بنهاية العام الحالي ،2007 دون الانتهاء من المشروع، ففي مطلع عام 2004 وقعت بلدية العين مشروع توسيع طريق العين الوقن - القوع بتكلفة 540 مليون درهم ليصبح مزدوجاً إلى جانب إنارة الطريق، وإضافة أربعة جسور على طول الطريق، على أن تنتهي أعمال التوسعة في نهاية عام ،2007 واستبشر الأهالي خيراً.. إلا أن المشروع لم ينجز حتى الآن.

غياب المتابعة

وأبدى سهيل محمد العامري أسفه على غياب الرقابة وعدم وجود متابعة فعلية لسير العمل على الطريق، حيث انطلقت أعمال التوسعة منذ أربعة أعوام، ونحن سعداء لأن حكومتنا أولت المنطقة الاهتمام ونلنا حظنا من توفير مختلف الخدمات بما فيها توسيع الطريق وإنارته، متسائلا هل يحتاج طريق لا يتعدى 96 كيلومتر أن يستغرق هذه الفترة الزمنية، مناشدا الجهات المختصة بضرورة تعجيل أعمال التوسعة في ظل ارتفاع أعداد الحوادث خلال الفترة الأخيرة. كما أوضح مبارك على العامري أن الحوادث المرورية في ارتفاع مستمر، والسبب يعود لبطء أعمال توسعة الطريق، وكثرة التحويلات التي تُغير أماكنها من فترة، مؤكدا أن بعض التحويلات الموجودة على الطريق بلا إنارة بالإضافة إلى استخدام الحواجز الخرسانية في كل التحويلات وهو مايزيد الأمر سوءا حيث ترتفع الإصابة في حال وقوع الحوادث المرورية وتعرض حياة الناس للخطر، معلقا على بطء سير أعمال التوسعة بقوله نريد أن تصل شكوانا للجهات المختصة ولا نريد تلك الأعذار التي تقدمها لنا الشركات القائمة على إنجاز العمل ،فالحوادث المرورية في ازدياد والعواقب وخيمة على الأهالي ومرتادي الطريق. ويقول جابر راشد العفاري: أعمال التوسعة في الوقن لا توجد عليها رقابة فعلية، فبحكم بعد المنطقة عن مركز المدينة يتردد القائمون على المشروع من فترة لأخرى، وأتوقع أنهم لا ينقلون الحقائق بصورة فعلية للمسئولين، لأنني أجزم أن ما نعانيه من عواقب تأخير صيانة الطريق أمر لا ترضاه حكومتنا وإن علمت بذلك سيكون الحال مختلفا تماما عن الوضع الحالي.

معدات بلا عمال

وأكد مبارك محمد العامري: أحيانا نرى المعدات ولا وجود للأيدي العاملة، وأخرى نرى عدداً قليلا من العمال ولا وجود للمعدات، وهو ما يفسر سير العمل ببطء، فالرقابة غير موجودة والأعذار كثيرة، ولا نأخذ من تلك التبريرات سوى الحوادث المرورية الجسيمة التي باتت تحصد عشرات الأرواح منذ انطلاق أعمال التوسعة قبل أربعة أعوام.

أما محمد صالح كرامة العامري أبدى اسفة من سوء أحوال تلك الشركات التي لا تقيم وزنا للأرواح التي تذهب هباء على الطريق وناشد بلدية العين بضرورة متابعة تلك الشركات وعدم حصر العمل على شركة واحدة لا تسير في عملها بضمير وبشكل فعلي وعليهم أن يجدوا البديل الجيد.

وأضاف سعيد مبارك العامري: الأربع سنوات الماضية مرت علينا بصعوبة، فالطريق حيوية وهي المنفذ الوحيد الذي يربط المنطقة بمدينة العين، والفترة الزمنية التي استغرقتها أعمال التوسعة غير منصفة ونتساءل إلى متى تستمر الحال كذلك مع أن البلدية أعلنت في فترة ماضية أنها ستنتهي من الأعمال بنهاية العام الحالي، والواضح أن الأعمال ستحتاج لفترة زمنية إضافية.

في حين أوضح عوض صالح العفاري أن أهالي معظم المناطق الواقعة على هذا الطريق هم المتضررون فالطريق حيوية، والحوادث المرورية في ارتفاع مؤكدا أن سكان القوع والوقن والعراد أكثر من يشهد على ما يقع هنا، ولكن ماذا نملك سوى انتظار الانتهاء من هذه الأعمال، مللنا الشكوى التي لا تجد أي اهتمام فعلي من قبل المشرفين على المشروع، لكننا على يقين تام لو علمت حكومتنا بما يحصل هنا ستجبر تلك الشركات على الانتهاء فورا. كما ناشد راشد حمد العفاري بضرورة تحرك البلدية بإيجاد آلية لتسريع العمل القائم في الطريق، فالعقوبات التي تفرضها البلدية على الشركات القائمة ليست كافية، مضيفا نحن نحتاج لتحرك فعلي وليس فرض عقوبات لا يقدم لنا أي نتائج ملموسة.

العقود تأخرت

وأشار المهندس سليمان شعيب مدير إدارة الطرق والمرور ببلدية العين إلى أن نسبة الإنجاز للعقود الأربعة المنفذة للمشروع تقدر كالتالي: العقد الأول من العين باتجاه الجنوب نسبة الإنجاز 99% بقي منها أعمال الإنارة فقط، العقد الثاني الممتد من 24 كيلومترا إلى 51 كيلومترا تقدر نسبة الإنجاز بحوالي 87 % ويتوقع أن تنتهي الأعمال في مارس ،2008 العقد الثالث والذي يمتد من 51 إلى 79 كيلومترا تقدر نسبة الإنجاز فيه بحوالي 69% ويتوقع أن ينتهي العمل في أغسطس ،2008 في حين أن العقد الرابع الممتد من 79 كيلومترا إلى 102 كيلومتر تقدر نسبة الإنجاز فيه بحوالي 58 % ومن المتوقع الانتهاء منه ديسمبر ،2008 وقد أكد أن بانتهاء أي مرحلة من المراحل الأربع تفتح الطريق للجمهور من المرتادين.

إحصائية الحوادث

بلغ عدد الحوادث المرورية البليغة التي وقعت على طريق العين /الوقن/ القوع في الفترة الواقعة من أول يناير 2007 وحتى 24 ديسمبر من نفس العام 33 حادثا مروريا، نتج عنها إصابة 19 شخصاً، ووفاة 14 شخصاً. في حين كشفت إحصائيات إدارة مرور ودوريات مدينة العين في وقت سابق أنه خلال الفترة من 2002- إلى 2006 بلغت محصلة الحوادث البليغة الواقعة على الطريق المؤدية لمنطقة الوقن 107 حوادث، أسفرت عن وفاة 35 شخصاً، وتسببت بإصابة 211 شخصاً.

الأحد، 20 يناير 2008

القوع .. حكاية مكان يعشقه أبناء قبيلة الدروع


بين واحات النخيل ورمل الصحراء حيث تشكل لك الطبيعة لوحة أبدعها الخلاق، وأضافت لها يد الإنسان ما حباها الله من عطاء.. وعلى بعد 120 كيلو مترا من مدينة العين بواحاتها وأفلاجها تستقبلك هناك قرية وادعة، استقر بها بدو «الدروع» منذ زمن طويل.




فكانت لهم موطنا عاشوا على رمالها إلى أن امتدت لهم يد الخير والعطاء من صاحب الأيادي البيضاء، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، حيث زار ذات يوم أهل القوع وكانت له مع أبناء الدروع حكاية الارتباط بالمكان وتحدي الزمان.يقول عويص الدرعي، وهو واحد من أبناء منطقة القوع، ان الدروع والدرعية هم السكان الأصليون للمنطقة، وهم من أوائل القبائل البدوية الذين استوطنوا البادية الممتدة على مساحات واسعة فوق رمال الصحراء، خالطهم بعد ذلك بعض الناس الذين جاءوا إليها من المناطق القريبة..




أما الآن فالقوع برمالها وكثبانها لم تعد هي القوع أيام زمان، فقد امتدت لها يد الحضارة والتقدم من مختلف الجوانب ممن كانوا بدوا في ذلك الزمن، فقد استوطنوا واستقروا وزرعوا الأرض وبنوا فيها المساكن وانتشرت فيها المزارع والمدارس.. ولكن كل ذلك لم يغير من القيم والمثل والعادات البدوية التي مازالت متأصلة لدى سكان المنطقة.ويضيف عويص.. إن منطقة القوع كانت تعيش على الرعي والمرعى، وكانت خالية من الأشجار إلا ما ندر من بعض نخلات هنا وهناك وكانت الإبل والمواشي تعيش على النباتات البرية مثل الغضا والعبل والكريه وهي ادياش للبوش، أما السكن فكان سابقا بيوتاً من الشعر والخيام وبعض بيوت الصفيح.


وكان عدد سكان المنطقة لا يتجاوز 200 شخص تجمعهم القرابة والألفة والمحبة والارتباط بالأرض حتى ولو كانت كثباناً من الرمال ويستذكر عويص كيف كان الناس يأتون إلى واحة العين على الجمال ليتزودوا بما يلزمهم من مواد غذائية وشخصية لأشهر عدة فالمسافة طويلة والإمكانات قليلة.


مؤكدا أن سكان القوع وبدعم من المغفور له الشيخ زايد حافظوا على صلة الرحم بين سكان المنطقة من قبيلة الدرع وحفاظا أيضا على عاداتهم وتقاليدهم وعن واقع القوع الآن وأيام زمان

رحيل أسطورة الشطرنج

غيّب الموت أسطورة الشطرنج الأميركي بوبي فيشر، الذي يعتبر بنظر الكثيرين أفضل لاعبي الشطرنج على مر العصور، وقد فارق الحياة في العاصمة الأيسلندية ريكيافيك التي لجأ إليها منذ عام 2005، بعد أن أصبح ملاحقا من السلطات الأميركية التي اتهمته بخرق حظر على التعامل مع جمهورية يوغسلافيا السابقة.
وطوال سني عمره الأربعة والستين، ظل فيشر –وهو يهودي الأصل- مثيرا للجدل، سواء بتصريحاته أو تصرفاته التي سببت له الكثير من المصاعب، حتى انه أصبح مطاردا من سلطات بلاده، وعدوا لدودا لليهود الذين ناصبوه العداء بسبب تصريحاته المعادية لهم، وتقربه من العرب، لكن موقفه الأكثر غرابة وإثارة للجدل، كان إعلان دعمه وتأييده لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقوله "إن الولايات المتحدة تجرعت من نفس الكأس الذي أذاقته للآخرين".

ولعل الانتصار التاريخي الذي حققه فيشر في عام 1972 على الروسي بوريس سباسكي في ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي، كان السبب الأبرز لشهرته التي بلغت الآفاق، إذ تابع اللقاء حينها عشرات الملايين، وتمكن في نهايته من تجريد سبايسكي من لقب "بطولة العالم" الذي ظل حكرا على اللاعبين السوفييت منذ الحرب العالمية الثانية، ليصبح أول وآخر أميركي يظفر باللقب الثمين.


وبزغ نجم فيشر في لعبة الشطرنج منذ نعومة أظافره، وسجل الكثير من الأرقام القياسية التي لا يزال بعضها قائما حتى اليوم، إلى أن فاجأ الجميع في عام 1975 بإعلانه الاعتزال وهو في أوج عطائه، دون إبداء الأسباب الحقيقة وراء هذا القرار.


وظل فيشر منذ قرار الاعتزال في عزلة تامة، استمرت حتى عام 1992، حينما قرر السفر إلى يوغسلافيا، ضاربا بعرض الحائط العقوبات الدولية والحظر الذي فرض عليها من المجتمع الدولي، لتكن المفاجأة بعد ذلك عودته للعبة الشطرنج ومواجهته من جديد بوريس سباسكي في مباراة استعراضية، تمكن فيها من الفوز بعد عشرين عاما من فوزه الأول، وكانت هذه المباراة هي الأولى والأخيرة لفيشر منذ قراره بالاعتزال.


تسبب السفر إلى يوغسلافيا وخوض المباراة أمام سباسكي بمعاناة طويلة لفيشر الذي أصبح مطلوبا للسلطات الأميركية، لتبدأ رحلته في التنقل بين بلدان العالم، فتارة كان يستقر في المجر، وتارة في الفلبين وتارة في اليابان، التي اضطرت لاعتقاله في عام 2004، حيث أودع السجن وأمضى فيه ستة أشهر، قبل أن تطلق سراحه أمام الضغوطات التي مارسها محبو الشطرنج في العالم، حتى أن مجموعة من محبيه شكلوا منظمة خاصة للدفاع عنه والمطالبة بإطلاق سراحه.




ورغم أنه ينحدر من أصول يهودية، كان فيشر يعادي اليهود ويعتبرهم السبب في معاناته المستمرة، وكانت إجابته على تساؤل احد الصحفيين حول اتهامه بمعاداته للسامية، السبب وراء تنامي كره اليهود له، حيث رد على السؤال بالقول "لا.. أنا لست معاديا للسامية، فأنا لا أكره العرب!".



وأثار فيشر جدلا واسعا في العالم عندما أعلن تأييده الكامل لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وقوله إن أميركا تتجرع من ذات الكأس التي أذاقتها للكثيرين في العالم، وهو ما أدى إلى تنامي العداء له، وتزايد المطالب باعتقاله وتقديمه للمحاكمة.
ووجد فيشر في أيسلندا ملاذا آمنا، وقررت الأخيرة منحه جنسيتها في عام 2005، وحظي لدى وصوله إليها باستقبال الأبطال من الأيسلنديين الذين احتضنوه حتى وفاته مساء الخميس الموافق 17 يناير 2008.