
بين واحات النخيل ورمل الصحراء حيث تشكل لك الطبيعة لوحة أبدعها الخلاق، وأضافت لها يد الإنسان ما حباها الله من عطاء.. وعلى بعد 120 كيلو مترا من مدينة العين بواحاتها وأفلاجها تستقبلك هناك قرية وادعة، استقر بها بدو «الدروع» منذ زمن طويل.
فكانت لهم موطنا عاشوا على رمالها إلى أن امتدت لهم يد الخير والعطاء من صاحب الأيادي البيضاء، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، حيث زار ذات يوم أهل القوع وكانت له مع أبناء الدروع حكاية الارتباط بالمكان وتحدي الزمان.يقول عويص الدرعي، وهو واحد من أبناء منطقة القوع، ان الدروع والدرعية هم السكان الأصليون للمنطقة، وهم من أوائل القبائل البدوية الذين استوطنوا البادية الممتدة على مساحات واسعة فوق رمال الصحراء، خالطهم بعد ذلك بعض الناس الذين جاءوا إليها من المناطق القريبة..
أما الآن فالقوع برمالها وكثبانها لم تعد هي القوع أيام زمان، فقد امتدت لها يد الحضارة والتقدم من مختلف الجوانب ممن كانوا بدوا في ذلك الزمن، فقد استوطنوا واستقروا وزرعوا الأرض وبنوا فيها المساكن وانتشرت فيها المزارع والمدارس.. ولكن كل ذلك لم يغير من القيم والمثل والعادات البدوية التي مازالت متأصلة لدى سكان المنطقة.ويضيف عويص.. إن منطقة القوع كانت تعيش على الرعي والمرعى، وكانت خالية من الأشجار إلا ما ندر من بعض نخلات هنا وهناك وكانت الإبل والمواشي تعيش على النباتات البرية مثل الغضا والعبل والكريه وهي ادياش للبوش، أما السكن فكان سابقا بيوتاً من الشعر والخيام وبعض بيوت الصفيح.
وكان عدد سكان المنطقة لا يتجاوز 200 شخص تجمعهم القرابة والألفة والمحبة والارتباط بالأرض حتى ولو كانت كثباناً من الرمال ويستذكر عويص كيف كان الناس يأتون إلى واحة العين على الجمال ليتزودوا بما يلزمهم من مواد غذائية وشخصية لأشهر عدة فالمسافة طويلة والإمكانات قليلة.
مؤكدا أن سكان القوع وبدعم من المغفور له الشيخ زايد حافظوا على صلة الرحم بين سكان المنطقة من قبيلة الدرع وحفاظا أيضا على عاداتهم وتقاليدهم وعن واقع القوع الآن وأيام زمان