الأحد، 20 يناير 2008

القوع .. حكاية مكان يعشقه أبناء قبيلة الدروع


بين واحات النخيل ورمل الصحراء حيث تشكل لك الطبيعة لوحة أبدعها الخلاق، وأضافت لها يد الإنسان ما حباها الله من عطاء.. وعلى بعد 120 كيلو مترا من مدينة العين بواحاتها وأفلاجها تستقبلك هناك قرية وادعة، استقر بها بدو «الدروع» منذ زمن طويل.




فكانت لهم موطنا عاشوا على رمالها إلى أن امتدت لهم يد الخير والعطاء من صاحب الأيادي البيضاء، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، حيث زار ذات يوم أهل القوع وكانت له مع أبناء الدروع حكاية الارتباط بالمكان وتحدي الزمان.يقول عويص الدرعي، وهو واحد من أبناء منطقة القوع، ان الدروع والدرعية هم السكان الأصليون للمنطقة، وهم من أوائل القبائل البدوية الذين استوطنوا البادية الممتدة على مساحات واسعة فوق رمال الصحراء، خالطهم بعد ذلك بعض الناس الذين جاءوا إليها من المناطق القريبة..




أما الآن فالقوع برمالها وكثبانها لم تعد هي القوع أيام زمان، فقد امتدت لها يد الحضارة والتقدم من مختلف الجوانب ممن كانوا بدوا في ذلك الزمن، فقد استوطنوا واستقروا وزرعوا الأرض وبنوا فيها المساكن وانتشرت فيها المزارع والمدارس.. ولكن كل ذلك لم يغير من القيم والمثل والعادات البدوية التي مازالت متأصلة لدى سكان المنطقة.ويضيف عويص.. إن منطقة القوع كانت تعيش على الرعي والمرعى، وكانت خالية من الأشجار إلا ما ندر من بعض نخلات هنا وهناك وكانت الإبل والمواشي تعيش على النباتات البرية مثل الغضا والعبل والكريه وهي ادياش للبوش، أما السكن فكان سابقا بيوتاً من الشعر والخيام وبعض بيوت الصفيح.


وكان عدد سكان المنطقة لا يتجاوز 200 شخص تجمعهم القرابة والألفة والمحبة والارتباط بالأرض حتى ولو كانت كثباناً من الرمال ويستذكر عويص كيف كان الناس يأتون إلى واحة العين على الجمال ليتزودوا بما يلزمهم من مواد غذائية وشخصية لأشهر عدة فالمسافة طويلة والإمكانات قليلة.


مؤكدا أن سكان القوع وبدعم من المغفور له الشيخ زايد حافظوا على صلة الرحم بين سكان المنطقة من قبيلة الدرع وحفاظا أيضا على عاداتهم وتقاليدهم وعن واقع القوع الآن وأيام زمان

رحيل أسطورة الشطرنج

غيّب الموت أسطورة الشطرنج الأميركي بوبي فيشر، الذي يعتبر بنظر الكثيرين أفضل لاعبي الشطرنج على مر العصور، وقد فارق الحياة في العاصمة الأيسلندية ريكيافيك التي لجأ إليها منذ عام 2005، بعد أن أصبح ملاحقا من السلطات الأميركية التي اتهمته بخرق حظر على التعامل مع جمهورية يوغسلافيا السابقة.
وطوال سني عمره الأربعة والستين، ظل فيشر –وهو يهودي الأصل- مثيرا للجدل، سواء بتصريحاته أو تصرفاته التي سببت له الكثير من المصاعب، حتى انه أصبح مطاردا من سلطات بلاده، وعدوا لدودا لليهود الذين ناصبوه العداء بسبب تصريحاته المعادية لهم، وتقربه من العرب، لكن موقفه الأكثر غرابة وإثارة للجدل، كان إعلان دعمه وتأييده لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقوله "إن الولايات المتحدة تجرعت من نفس الكأس الذي أذاقته للآخرين".

ولعل الانتصار التاريخي الذي حققه فيشر في عام 1972 على الروسي بوريس سباسكي في ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي، كان السبب الأبرز لشهرته التي بلغت الآفاق، إذ تابع اللقاء حينها عشرات الملايين، وتمكن في نهايته من تجريد سبايسكي من لقب "بطولة العالم" الذي ظل حكرا على اللاعبين السوفييت منذ الحرب العالمية الثانية، ليصبح أول وآخر أميركي يظفر باللقب الثمين.


وبزغ نجم فيشر في لعبة الشطرنج منذ نعومة أظافره، وسجل الكثير من الأرقام القياسية التي لا يزال بعضها قائما حتى اليوم، إلى أن فاجأ الجميع في عام 1975 بإعلانه الاعتزال وهو في أوج عطائه، دون إبداء الأسباب الحقيقة وراء هذا القرار.


وظل فيشر منذ قرار الاعتزال في عزلة تامة، استمرت حتى عام 1992، حينما قرر السفر إلى يوغسلافيا، ضاربا بعرض الحائط العقوبات الدولية والحظر الذي فرض عليها من المجتمع الدولي، لتكن المفاجأة بعد ذلك عودته للعبة الشطرنج ومواجهته من جديد بوريس سباسكي في مباراة استعراضية، تمكن فيها من الفوز بعد عشرين عاما من فوزه الأول، وكانت هذه المباراة هي الأولى والأخيرة لفيشر منذ قراره بالاعتزال.


تسبب السفر إلى يوغسلافيا وخوض المباراة أمام سباسكي بمعاناة طويلة لفيشر الذي أصبح مطلوبا للسلطات الأميركية، لتبدأ رحلته في التنقل بين بلدان العالم، فتارة كان يستقر في المجر، وتارة في الفلبين وتارة في اليابان، التي اضطرت لاعتقاله في عام 2004، حيث أودع السجن وأمضى فيه ستة أشهر، قبل أن تطلق سراحه أمام الضغوطات التي مارسها محبو الشطرنج في العالم، حتى أن مجموعة من محبيه شكلوا منظمة خاصة للدفاع عنه والمطالبة بإطلاق سراحه.




ورغم أنه ينحدر من أصول يهودية، كان فيشر يعادي اليهود ويعتبرهم السبب في معاناته المستمرة، وكانت إجابته على تساؤل احد الصحفيين حول اتهامه بمعاداته للسامية، السبب وراء تنامي كره اليهود له، حيث رد على السؤال بالقول "لا.. أنا لست معاديا للسامية، فأنا لا أكره العرب!".



وأثار فيشر جدلا واسعا في العالم عندما أعلن تأييده الكامل لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وقوله إن أميركا تتجرع من ذات الكأس التي أذاقتها للكثيرين في العالم، وهو ما أدى إلى تنامي العداء له، وتزايد المطالب باعتقاله وتقديمه للمحاكمة.
ووجد فيشر في أيسلندا ملاذا آمنا، وقررت الأخيرة منحه جنسيتها في عام 2005، وحظي لدى وصوله إليها باستقبال الأبطال من الأيسلنديين الذين احتضنوه حتى وفاته مساء الخميس الموافق 17 يناير 2008.